في قصر الشوق تخف نبرة السياسة و سعد زعلول ليظهر بطل جديد على الساحة..
الحب..
عايدة..
زنوبة..
مريم..
كما هنالك الكثير من الفلسفة المادية و التي صارت محور اهتمام كمال..
لنأخذ الحب أولاً..
هذه ليست قصة حب عادية..
على الأقل ليس كما عودتنا الروايات التقليدية السخيفة..
بل ما يوجد هو قصص حب واقعية..
فهنالك الأب و حبه لزنوبة بعد تجاوز الخمسين, الحب الذي يحاول من خلاله أن يثبت لنفسه أنه لم يضعف و لم يهن فلا زال في مقدوره اجتذاب أي فتاة مهما كانت..
و هنالك الحب الشهواني لياسين..
أو على الأقل ما يعتقد أنه حب حتى يتزوجها و يمل منها بعد أيام قلائل..
فيهيم على وجهه في الحانات و المواخير بحثاً عن حب جديد..
و أخيراً..
كمال..
الفتى المتطلع إلى المثالية..
يقع في حب المعبودة و هي فتاة أكبر منه و ليست من طبقته و لا طينته..
الباريسية الرشيقة..
حب يكتفي منه بالنظر و الإستماع..
النظر إليها من تحت الشرفات..
و الإستماع إلى صوتها الموسيقي و هي تلاعب أختها الصغيرة..
حب في قمة البراءة و السذاجة..
و يحمله آلاماً لا قبل له بها
***
على العموم ما كتبته هنا هو استنتاجات اقتبستها من القصة فنجيب كعادته لا يصف شخصياته كالمبتدئين بقوله كمال يحب حباً ساذجاً أو ما شابه و لا يحكم عليهم..
و إنما ينقل لنا الشخصية كما هي فيسمح لكل واحدة بالتعبير عن نفسها بنفسها من خلال المونولوجات الداخلية و الأحداث و الحوارات..
فلن تسمع صوت نجيب محفوظ من خلال الرواية كلها..
و إنما الشخصيات فقط..
هنالك أيضاً حبكة جانبية تتمثل في مشاكل بيت آل شوكت المتمثلة في خذيجة و نقارها الدائم مع حماتها..
رواية رائعة ليست كبين القصرين لكنها لا تزال ممتازة..
ربما ما قلل مستواها في نظري هو كثرة المونولوجات الداخلية لكمال ..
فأحيانا تكون رائعة و مثيرة للإهتمام..
لكن في نصف الممرات تجدها باعثة للملل..
تنتهي الرواية بما يسمونه الإنجليز كليف هانقر..
لذلك لن أتوقف عند هذا الجزء و استمر للجزء الأخير بكل تلهف و حماسة..
تحياتي..